دكتورأحمد عرفات استشارى جراحة الأوعية الدموية عضو كلية الجراحين الأمريكية

تنقسم الوحمات الدموية بشكل عام إلى قسمين: أورام دموية و وحمات دموية وليدية، فيما يسمى بالتصنيف الثنائى أو البيولوجى، و يعد هذا التصنيف حجر الزاوية فى رسم خطة العلاج.

فالقسم الأول، وهو الأورام الدموية، قد لا يكون ظاهرا لحظة الولادة، لكنه يبدأ فى الظهور فى الأسابيع القليلة التالية، و يتنامى بشكل متسارع يلفت انتباه المحيطين بالطفل، ما يؤدى بهم إلى طلب المشورة الطبية. أما القسم الثانى، و هو الوحمات الدموية الوليدية، فيكون موجودا لحظة الولادة، لكنه لا يسترعى اهتمام المحيطين عادة الا عند سن البلوغ، حيث إن هذه الفصيلة من الوحمات الدموية تمر بنفس مراحل النمو العامة للطفل، و تستجيب لنفس المؤثرات الهرمونية الخاصة بمرحلة المراهقة و البلوغ.

تمر الأورام الدموية بثلاث مراحل رئيسية هى: نمو متسارع يتبعه مرحلة من ثبات النمو، ثم ضمور و اضمحلال. وتكمن خطورة المرحلة الأولي في أنها تسبب نمو الوحمة علي حساب الأنسجة الطبيعية المجاورة، وهو ما يستدعي العلاج بأدوية من فصيلة بيتا بلوكرز لإيقاف نمو الوحمة والسماح للأنسجة المجاورة بالنمو علي حسابها.

أما الوحمات الدموية الوليدية، خاصة الوحمات الشريانية الوريدية، فتتركز فكرة علاجها فى التخلص من الجزء المركزى من الوحمة، بوسائل بديلة للجراحة، كالليزر، و الحقن المباشر و كذلك الحقن عن طريق القسطرة التداخلية للأوعية الدموية. فهذه الوسائل أمكن توظيفها للتخلص من الوحمات الدموية الوليدية، و إن كان بطريقة غير كاملة كالجراحة، إلا أنه ساهم بشكل كبير فى التخلص من التوابع الوظيفية لها، مما انعكس بشكل إيجابى على شكوى المرضى و الحالة العامة لهم.